Skip to main content

في اليوم العالميّ للتّراث السّمعي والبصريّ-المكتبة الوطنيّة تدعو للحفاظ على التّراث الفلسطيني وإعادة إحيائه

رام الله- المكتبة الوطنيّة: تحتفي الّلجنة الدّولية للتربيّة والعلم والثّقافة "اليونسكو" باليوم العالميّ للتّراث السّمعي والبصريّ، في 27 تشرين الأوّل/أكتوبر من كلّ عام، والّذي اعتمدته عام 2005 مناسبة للاحتفال، لزيادة الوعي بضرورة الحفاظ على المواد السّمعيّة البصريّة للأجيال المقبلة. وفي هذا اليوم دعا رئيس المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة عيسى قراقع إلى مضاعفة الجهود الدّوليّة والإقليميّة للحفاظ على التّراث السّمعي والبصري، وتوثيق الّذاكرة الجماعيّة الفلسطينيّة المهدّدة؛ والّتي تشكّل جزءاً هامّاً من التّاريخ الفلسطيني، وشكلاً من أشكال الهويّة، وشاهداً على مرحلة تاريخيّة مزدهرة، استهدفها الاحتلال الإسرائيلي وتعمّد محاولة محوها والهيمنة عليها كما استهدف الأرض وكافّة أشكال الإرث الفلسطينيّ. مضيفاً أنّه كان من أوجهها نهب وفقدان المجموعات المرئيّة والمسموعة من بيروت عقب الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، وهي ذات قيمة ثقافية وتاريخيّة مميزة جداً، إذ كانت قد أُنتجت في ظلّ النّهج النّضالي لمنظّمة التّحرير الفلسطينيّة منذ انطلاقتها، علاوة على الاستيلاء على التّراث الفلسطينيّ قبل وخلال النّكبة 1948، وتخزينها لدى الأرشيف العسكري الإسرائيلي وختمها بقرار منع السّماح بالاطّلاع، علماً أنّ فلسطين كانت وجهة إقليميّة للإنتاج السّمعي والبصري في مجالات التّسجيل الصّوتي والإذاعي والمرئي والسّينمائي في عشرينيّات وثلاثينيّات القرن الماضي. كما وأشار قراقع إلى أنّ هذا اليوم هو فرصة لرفع مستوى الوعي بشأن الحاجة إلى الإقرار بأهمّيّة الوثائق والمواد السّمعية البصرية، ووجّه دعوة إلى المؤسّسات والأفراد للمشاركة الفاعلة في بناء قواعد بيانات سمعيّة بصريّة جديدة تعيد إحياء التّراث الفلسطينيّ وتساهم في استقطاب الرأي العالمي نحو القضيّة الفلسطينيّة، وتضاف إلى قوائم الإنتاج الفلسطينيّ في هذا المجال، لافتاً إلى أهمّية إتاحة المؤسّسات والأفراد الّتي تمتلك مواداً محفوظة للجمهور لا سيما في ظل التطوّر الرّقمي الّذي يتيح الفرصة للانتشار الواسع. مبيّناً أن الحفاظ على التّراث السمعي والبصري وإعادة تجميعه ونشره بالوسائل الحديثة سيكون ضمن أولويّات "مشروع المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة"، لعرض الجوانب المخفيّة من التّاريخ الفلسطيني ومحاربة سياسة طمس الهوية الفلسطينية وسرقة التّراث. واعتمدت الدّورة الثّالثة والثّلاثون للمؤتمر العامّ لليونسكو في القرار 33 م/53 يوماً عالميّاً للتّراث السّمعيّ البصريّ، وبمناسبة قيام الدّورة الحادية والعشرين للمؤتمر العام في عام 1980 باعتماد توصيّة صون وحفظ نقل الصّور، وساعدت هذه التّوصية على زيادة الوعي بأهمّيّة تراثنا السّمعي البصري وكانت مفيدة في ضمان الحفاظ على هذه الشّهادة الفريدة في كثير من الأحيان للتّنمية الاقتصادية والسّياسية والاجتماعية للأجيال المقبلة. وتنطلق أهمّية هذا اليوم من مبدأ رواية المحفوظات السّمعية والبصرية لقصص عن معايش الناس وثقافاتهم، فهي تمثل تراثاً لا يقدّر بثمن ومصدراً قيِّماً للمعرفة لما لها من دور في إبراز التّنوع الثّقافي والاجتماعي والّلغوي لمجتمعاتنا. والمحفوظات تساعدنا في النمو الإدراكي وتعميق الفهم بالعالم الذي نتشاركه جميعاً. ولذا، فإن صون هذا التّراث وضمان إتاحته للجمهور والأجيال المقبلة يُعدّ هدفاً حيوياً لجميع المؤسّسات المعنيّة بالذّاكرة المجتمعيّة. ويتيح اليوم العالمي للتّراث السّمعي والبصري مناسبة لإذكاء الوعي العامّ بالحاجة إلى اتّخاذ تدابير عاجلة وإدراك أهمّية الوثائق السّمعية والبصرية. وهو بمثابة فرصة للدّول الأعضاء لتقييم أدائها فيما يتعلّق بتنفيذ توصية 2015 المتعلّقة بصون التّراث الوثائقي، بما في ذلك التّراث الرّقمي، وإتاحة الانتفاع به، كما أنه يعزّز التّدفق الحرّ للأفكار بالكلمة والصّورة باعتبارهما أداتا تمثيل لتراثنا المشترك ولذاكرتنا. ومن خلال مبادرات اليوم العالمي للتراث السمعي والبصري، وبرنامج ذاكرة العالم، ومشروع أرشيف اليونسكو "رقمنة تاريخنا المشترك"، يتم تشجيع عمل المتخصّصين في مجال صيانة المحفوظات بما يضمن المحافظة على العوامل التقنيّة والسياسية والاجتماعية والمالية وغيرها من العوامل الأخرى التي تساهم في حماية تراثنا السّمعي والبصري.