Skip to main content

المكتبة الوطنية تحيي ذكرى شهداء مجزرة معتقل النقب

في مثل هذا اليوم 16 آب 1988م استشهد "بسام السمودي و أسعد الشوا" في معسكر الاعتقال الإسرائيلي (كتسعيوت) في صحراء النقب، وهو نفسه الذي أطلق عليه الأسرى الفلسطينيون معتقل أنصار (3). "بعد انتهاء عمليات تفتيشنا وتسجيلنا من قبل طاقم إدارة المعتقل"، يقول: الكاتب "ناصر دمج" في كتابه "أنصار شاهد على عصر الجريمة"، تم إدخالنا إلى قسم رقم (5) في الجناح (ب)، وفي داخل الخيمة نظرت حولي فوجدت نفسي محاطاً بمجموعة هائلة من الأسرى الذين لا أعرف منهم أحد، وأغلبهم أصغر مني سناً، وكان عمري في حينها 22 عاماً، وقد ضاعف هذا الوضع من زيادة عزلتي وانزوائي عن الجميع، ولم أتمكن من محادثة أي أسير من المتواجدين معي لمدة شهر كامل، وكثير من أولئك الأسرى اعتقدوا أن لدي مشكلة في النطق أو أنني أعاني من البكم، أو أنني متحفظ على الحديث معهم، علماً أنه لم تكن أياً من تلك التوقعات في محلها. لقد بدأ صيف الصحراء المزعج بالظهور من خلف الكثبان الرملية المحيطة بمعسكر الاعتقال والشمس الحارقة مارست كل ما لديها من مهارات حرق اليابسة وتسخين الرمال من حولنا، فالتحق الغبار بعذاب الأسر، وحمل إلى خيامنا مزيداً من الرمال، وألقى بها في صحون طعامنا البائس، وفي أفواهنا أيضاً؛ وأضافت هذه الظروف رتوشاً مأساوية على المشهد الإجمالي لحالتنا لم نكن بحاجة إليها أبداً، وتكونت بذلك الخطوط الأولى للحياة العنيفة والصاخبة في المعسكر، في اليوم التالي لبدء استخدام الحمامات، اتضح بأن هذه البيئة هي المكان الأنسب لاستيطان وتكاثر الذباب، وكان ذباباً مزعجاً ومخيفاً، وسكن معنا الخيام بمئات الآلاف، وأخرجت لنا الأرض من جوفها أنواعاً أخرى من الزواحف والقوارض كالفئران والعناكب والعقارب والسحالي والأفاعي السامة، ولأول مرة اكتشفت بأن ليل الصحراء بارد جداً، وما معنا من أغطية لن يحمينا من برد ليل الصحراء، لقد كان اختيار المكان من قبل (إسرائيل) فكرة إجرامية وبمنتهى المكر والدهاء. بعد مرور شهر على وجودنا في ذاك المعتقل اكتشفنا بأن زيارات الأهل ممنوعة، إذاً فإننا نتحدث عن منفى وليس عن معتقل عادي، لقد أعادت هذه الظروف أسرى معتقل النقب إلى سيرتهم الأولى من سفر القمع والعذاب، وسيضاف إلى كل ذلك كشف مطول من الممنوعات كحظر الأوراق والأقلام والكتب والصحف واحتساء القهوة وارتداء الملابس المدنية أيضاً، أما الأكل فيمكنك أن تمنحه ما شئت من الأوصاف إلا أنه غذاء صالح للبشر، فضلاً عن انقطاع المياه الدائم عن الحمامات والمغاسل، أما مراسم العدد العسكري المهينة فكانت وصفة نازية بامتياز للحط من كرامة الإنسان، والتي يطلب من الأسرى أثناءها الجلوس على الأرض ووضع أيديهم خلف ظهورهم ورؤوسهم إلى أسفل، وعليهم أن يردوا بكلمة نعم عندما يقرأ ضابط العدد رقم الأسير المسجل في السجل الذي يحمله. أما الضرب فهو الهواية المفضلة لجنود المعسكر، بمبرر وبلا مبرر، وفرض عقوبة العزل على الأسرى في زنازين المعسكر وهو مقيد القدمين والرجلين، والشبح بجانب جدار الشيك المحيط بالقسم للأسرى الذين يتم ضبطهم بلا ملابس المعتقل وهي عبارة عن قميص وبنطال أزرقين، وإجبار الأسرى على العمل في منشآت وورش الجيش المنتشرة حول المعسكر، أما الحمامات فكانت عبارة عن حفرة امتصاصية من الممكن أن تهوي بمستخدمها في أي وقت، عدا عن مناورات وتدريبات الجيش الليلية المزعجة والمخيفة والتي تستخدم فيها الذخيرة الحية والقاتلة. أمضيت الشهر الأول من وجودي في هذا المعتقل بدون أن أتعرف على أي أسير كما ذكرت، وكان هذا الأمر بحد ذاته يضاعف من قسوة الوقت ويجعل الأيام ثقيلة الظل وساعاتها متوقفة عن الدوران، وأحسست بأن اليوم الواحد بحاجة ليومين إضافيين لكي يكتمل، بعد مرور شهر على وجودي في ذاك المعسكر، قررت إسرائيل نقل المعتقلين الإداريين من معتقل جنيد في نابلس إلى معتقل النقب، وقسم من هؤلاء الأسرى كانوا قد اعتقلوا قبل اندلاع انتفاضة الحجارة بعدة شهور، مع انتصاف ليل ذاك المساء، توقفت الحافلات التي تقلهم أمام قسمنا (رقم5 في الجناح ب)، ورجوت الله أن تُدخِل إدارة المعسكر هؤلاء الشباب إلى قسمنا، وهذا ما حصل بالفعل، فبعد انتهاء إجراءات استقبالهم واستلام أماناتهم، وتسليمهم عهدة المعتقل وهي عبارة عن بنطال وقميص أزرقان وبرش وبطانية، أُدخلوا جميعاً إلى قسمنا، وتعرفت إلى القسم الأكبر منهم، في هذه اللحظة بدأ شيء من التحسن يطرأ على حالتي النفسية، لأنني عثرت على معتقلين أعرفهم شخصياً من قبل، ويمكن التحدث إليهم، وكان من بينهم قادة كبار وعلى درجة عالية من الوعي والثقافة والمعرفة كالأخوة (لؤي عبده وعصري فياض والمتوكل طه وعطا أبو ارميلة وجمال الديك وعز الدين العريان وعمر أبو عبيد ووسيم الكردي وكامل جبيل وسمير أبو شاويش وعدنان الهندي ونايف سويطات وزياد هب الريح ومحمد الحوراني وعلي الرجوب وكامل الأفغاني) وآخرين. رغم ظروف وأجواء القمع الوحشية في معسكر الاعتقال، كان في ذاك المنفى أمران إيجابيان يلمعان كالبريق، وتجليا كحقيقتين ثابتتين فيه، الأولى أن هذا المعتقل بلا جدران وبلا نوافذ وهو على اتصال مباشر مع السماء وفيه مساحة كافية للحركة، وفي الليل يمكنك أن تقوم بعد النجوم في السماء، ومشاهدة القمر في كامل استدارته في ذروة أيام المد، وهذا بدوره سيوفر لنا فرصة مناسبة للتفكير والتأمل، وأستطيع أن أخبرك بأن جزءاً كبيراً من الأسرى قاموا بإعداد وتأليف أعمال إبداعية وثقافية متعددة ومتنوعة في معتقل النقب بسبب هذا الفضاء. أما الحقيقة الثانية: فهي أن الأسرى رغم كل ما يحيط بهم من مخاطر وإرهاب اكتشفوا بأن إرادتهم في صدورهم على حالها لم تخدش ولم تمس، فالإرادة شيئ من الأشياء الوجدانية التي يتواصل اتقاد جذوتها طالما بقيت النفس الثورية مزدانة بالأمل ومسلحة بالتواصل، فعندما تنهض الإرادة فإنها تنهض بجسد ليس بالضرورة أن يكون عملاقاً؛ قد يكون مريضاً أو هزيلاً أو مكبلاً بالقيود أو على حافة الموت، لكن بالضرورة أن يكون صدى نهضة الإرادة في النفس الثورية محفوفاً بالصمود والاستمرار والجلد والكبرياء ومتوجاً بالنصر الأكيد. لقد وفر هذان الأمران أرضية صلبة لإعادة تشكيل الصفوف، والتصدي لسياسات القمع والإذلال، فبدأ الرجال في أنصار بالاتصال مع العالم الخارجي، وكانت أولى الرسائل التي خرجت من أنصار مكتوبة على ورق التواليت الرقيق، وكانت موجهة للرأي العام توضح حقيقة الأوضاع السائدة في أنصار، لقد كان لتلك الرسالة وقعاً وصدى شديدي التأثير على العالم، فأدت إلى قيام بعض أعضاء الكنيست اليهود والعرب من كتل اليسار الإسرائيلي بزيارة المعتقل وأذكر من بين الزوار عضوي الكنيست الإسرائيلي (محمد ميعاري وماتي بيلد) واستمعوا لمطالبنا، وتولى الحديث معهم المناضل "لؤي عبده"، الذي أبعد عن فلسطين إلى جنوب لبنان بعد زيارة اسحاق رابين للمعتقل، وعدوا بالعمل على حل ما يمكنه حله، وبالفعل قدم هؤلاء النواب استجواباً لوزير الحرب الإسرائيلي حينها "اسحاق رابين"، الذي زار المعتقل مباشرة بعد ذلك الاستجواب، وقابل ممثل الأسرى في قسم 5 في الجناح(ب) عبد الفتاح أبو الذهب، ودار بينهما حواراً حاداً انتهى بمغادرة رابين لقسم 5 ورفضه لكل ما استمع إليه من مطالب الأسرى. - بيئة القتل في هذا المعتقل حدثت أمامنا أحداث مخيفة ومروعة ترقى إلى مصاف الجرائم المنظمة ضد الإنسانية، اعتقدت إسرائيل للحظة بأنه يمكنها استخدام وممارسة القوة ضد أسرى أنصار كوسيلة مثالية لكبح جماح الانتفاضة، لهذا السبب كانت تستخدم العنف والضرب كوسيلة وحيدة للتفاهم معهم، فكانت تتصدى بالضرب المبرح تجاه أي مخالفة يقوم بها أي أسير، ذات يوم خرج الأسير "عبد الله السلال" من مخيم الجلزون من خيمته إلى ساحة القسم، ونسي ارتداء القميص الأزرق المعتمد كلباس وحيد للأسرى في المعتقل، فالتقطه أحد الجنود من خارج القسم وطلب منه الاقتراب من بوابة القسم، وأمره بالوقوف بجانب جدار الشيك (عقوبة الشبح) تحت أشعة الشمس الحارقة، بعد أقل من ساعة جاء ما كان يسمى بضابط الأمن الملازم (راتس) وأخرج عبد الله السلال من القسم، واقتاده إلى الزنازين، ممثل الأسرى "عبد الفتاح أبو الذهب" طالب بإعادة عبد الله السلال إلى القسم أكثر من مرة خلال الأيام السبعة التي أمضاها معزولاً في الزنزانة. مع بدء تواري أشعة الشمس عن الخيام لتختفي رويداً رويداً خلف الكثبان الرملية المحيطة بالمعسكر، يخرج الأسرى من خيامهم للسير في ساحة القسم، لأن الجو يصبح معتدلاً قليلاً، في هذه الأثناء اقترب أحد الجنود من بوابة القسم ومعه أسير جديد، لكن هذا الأسير لا يحمل معه أمتعة المعتقل التي يتسلمها أي أسير جديد، فتح الجندي باب القسم وأدخل منه الأسير الجديد، وفي مثل هذه الحالات يقف الأسرى بجانب بعضهم البعض لاستقبال الضيف الجديد، وهذا ما تم هنا، بعد أن قام الضيف بالسلام على ما يقارب العشرة أسرى وقع على الأرض، وفجأة صرخ أحد زملاء عبد الله السلال، هذا عبد الله السلال وليس ضيفاً جديداً، لكن ماذا حدث؟ لماذا لم يتعرف عليه الأسرى؟ عندما دخل القسم من اللحظة الأولى؟ لأن تغييراً كبيراً قد طرأ على ملامح وجهه، لا بل تغيرت كلياً تلك الملامح، بسبب الضرب الذي تعرض له خلال وجودة في زنزانة العزل، وكان وجهه ملطخاً بالشيد الأبيض، لأن أرضية الزنازين مليئة بالشيد، ما ساعد في إخفاء ملامحه المعروفة لزملائه نهائياً، وأدى ذلك إلى عدم التعرف عليه، لقد كانت هذه الحادثة من الحوادث المأساوية التي حدثت أمامي، وفيها من الدلالات ما يكفي للتأكيد على إصرار إدارة المعتقل، على عدم التسامح والتساهل مع أسرى أنصار، لقد مهدت هذه الظروف وتلك التعليمات الصارمة المعطاة لجنود وضباط المعسكر إلى خروج القمع من عقاله ذات يوم، والتسبب بقتل اثنين من الأسرى بالرصاص الحي بتاريخ 16 آب 1988، وهما بسام السمودي وأسعد الشوا، وذلك بعد رفض الأسرى الأشبال الخروج إلى العمل الإجباري. - القتل مع تمام الساعة الثامنة من صباح يوم 16 آب 1988م، اقترب الملازم (راتس) من بوابة قسم الأشبال طالباً عدداً منهم للخروج إلى العمل، لكن هذا اليوم لن يجاب طلبه بناءً على التوافق الاعتقالي حول هذا الأمر، وقال الملازم راتس لممثل القسم أريد عشرون عاملاً وفوراً، ممثل القسم قال له، لا عمل بعد اليوم؛ قرر الجميع الامتناع عن العمل، فقام الملازم بالعودة إلى الخلف ليبلغ إدارة المعسكر بما سمع، فعاد من جديد إلى القسم ومعه قوة كبيرة من الجنود، وفتحوا باب القسم وطلبوا من الأسرى الامتثال لأمر التعداد الأمني، فجلس كل من في القسم على الأرض، وبدأ راتس باختيار بعض الأسرى وأخرجهم منه، أما الأسرى في القسم المقابل لقسم الأشبال يشاهدون ما يحدث لزملائهم، بينما الدم يغلي في عروقهم، فبدأ راتس ومعه باقي الجنود بضرب الأسرى الذين اخرجوا، أمام زملائهم في القسمين المتقابلين وسمع كل هؤلاء بأذانهم نداء الاستغاثة الصامت والصادر عن زملائهم الذين يتعرضون للضرب أمام ناظريهم وبسرعة استجاب الجميع لهذا النداء، فانطلقت شرارة الانفجار مع تعالي صراخ الأسرى في القسمين المتقابلين، ولاحقاً باقي الأقسام، وبدأ كافة الأسرى عن بكرة أبيهم بإلقاء الحجارة على الجنود، وتحول المعسكر بجميع أقسامه إلى بركان يقذف حمماً من الغضب. لقد تملك الخوف والذهول الملازم راتس والجنود الذين معه، فهربوا من القسم وتركوا الأسرى خلفهم، بينما الصرخات تتعالى وتشتد لأن الأقسام الأخرى البعيدة عن مكان الحدث لا تعلم ماذا يجري، لكنها تعرف ما هو المطلوب منها، وهو مواصلة الهتاف والصراخ وإلقاء الحجارة، في هذه الأثناء عاد إلى القسم راتس ومعه مدير المعسكر الكولونيل (ديفيد تسيمح) ومعهم عشرات الجنود والمجنزرات والسيارات المزودة بمعدات إطلاق المياه، وجميع هؤلاء مدججون بالأسلحة والدروع وقنابل الغاز المسيل للدموع، فبدأت المعركة بين الجانبين، الأسرى بأيديهم العزلاء وبحجارة النقب الملساء الصلبة وبعض أواني الطعام والأحذية، مقابل الهراوات والأسلحة التي تطلق الرصاص الأعمى في كل اتجاه، وتعالت سحب الدخان الأبيض فوق الخيام فبدى المشهد من بعيد وكأن حريقاً اشتعل داخل الأقسام. الصراخ والهتافات يتواصلان، رغم كمية الغاز الهائلة التي تم ضخها الجنود نحو الأقسام، وهنا لن أنسى أبداً الأخ والصديق العزيز "منصور حدايدة" من مخيم طولكرم، وهو لاعب كرة قدم مرموق، كيف كان يلتقط قنابل الغاز قبل وقوعها على الأرض ويعيدها بأقصى قوته نحو الجنود، فأشاع الفوضى بينهم، وهم يحاولون تجنب انبعاث روائحها، واصطدم بعضهم ببعض عند بوابة القسم الرئيسة وهم يحاولون الهرب من دخان القنابل، في هذه الأثناء يظهر أمامنا قائد المعسكر تسيمح، وكان في حالة عصبية واضحة بسبب ما يحدث، لأنه لم يتوقع أن يرى مثل هذا الأمر في يوم ما، وتولى على الفور إعادة توزيع الجنود، واستل من يد أحدهم بندقية أم 16 قصيرة وبدى أكثر شراسة وعدوانية من باقي الجنود، وبدأ بالسب والصراخ على الأسرى،" أيها الكلاب توقفوا وإذا كان بينكم رجل فليواجهني ويقف أمامي، فتصدى له "أسعد الشوا" وهو من مخيم الشاطئ في قطاع غزة، وكان نحيل القوام أشقر البشرة، وله من العمر تسعة عشر عاماً، بينما كان متكئاً إلى عامود خيمته يقاوم احتمال سقوطه أرضاً لأن رئتيه أمتلئتا بالغاز المسيل، وبما تبقى له من أنفاس قال للعقيد تسيمح "أنا رجل أيها الكلب" لم يكمل أسعد كلماته مرة ثانية، حتى كان تسيمح قد انتهى من زرع عشرة رصاصات في صدره الفتي، وأرداه في مكانه، فنفرَ الدمُ من صدره ساخناً ليخضب الرمل بحمرته القانية، لقد سمع الجميع صوت الرصاص، وقلة من الأسرى الثائرين لاحظوا سقوط أسعد، لكن القريبين منه رفعوا من وتيرة الصراخ فتجدد قصف الجنود بالحجارة والأحذية، أما تسيمح فذهب إلى مكان آخر من أرض المعركة فوقف أمام خيمة أحد الأسرى وهو "بسام السمودي"، ومرة أخرى تسيمح يستل بندقية أحد الجنود القريبين منه، ويتكئ كقناص محترف بجانب خزان المياه المثبت على قاعدة حديدية، ويصوب بندقيته نحو الخيمة، ويطلق رصاصتين منها لتستقران في صدر الشيخ "بسام السمودي". هكذا طوي هذا اليوم بسقوط شهيدين وإصابة 80 أسيراً بجراح مختلفة بسبب الغاز المسيل والرصاص المطاطي، وسجلت (إسرائيل) بفعلتها هذه سابقة جديدة تعدّ الأولى من نوعها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وهي إعدام أسرى داخل أسرهم وهم مجردين من أي سلاح، وبلا أي مسوغ للقتل، كضبطهم أثناء الفرار أو تعريض حياة حراس المعسكر للخطر، حيث كانت الوقائع تسمح بالاكتفاء بالغاز المسيل للدموع أو حتى خراطيم المياه، ومن الجدير ذكره هنا بأن وفداً من الصليب الأحمر كان يزور الأسرى في القسم نفسه، لكن الجنود أخرجوهم منه مع بداية الاشتباك.