تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

يوم الأسير يأتي في ظلّ سقوط المعايير المزدوجة الّتي يتشدّق بها المجتمع الدّولي

عيسى قراقع رام الله- المكتبة الوطنية: أكّد رئيس المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة عيسى قراقع، بأن يوم الأسير الفلسطيني يأتي في ظلّ سقوط المعايير المزدوجة الّتي يتشدّق بها المجتمع الدّولي، وهي معايير الانحياز للأقوياء والمستعمرين، وغياب العدالة الإنسانية والعقوبات الدّولية على دولة الاحتلال ومحاكمته على جرائمه المنظّمة. جاء ذلك في بيان صدر عن المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة، اليوم الأحد، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني والذي يصادف الـ17 من نيسان/ ابريل من كلّ عام، وهو اليوم الّذي يتوحّد فيه الشّعب الفلسطيني حول قضيّة الحرّيّة وحقّ تقرير المصير. وأشار قراقع إلى أن هذا اليوم هو يوم للمقاومة والدّفاع عن الكرامة وإنسانية الإنسان، وهو يحمل دلالات عميقة تتمثّل بسقوط وانهيار القلعة الصّهيونية ونظريّة الجيش الذي لا يقهر، وفشل مخطّط صهر وعي الفلسطينيين، وتحويلهم إلى مجرّد عبيد. وأوضح بأنّ يوم الأسير لهذا العام يتوّج بعناوين ذات بعد استراتيجي، أهمّها نجاح ستّة أسرى فلسطينيين يوم 6 أيلول/ سبتمبر 2021 بالهروب من سجن "جلبوع"، وتحطيم منظومة الأمن الاستراتيجي وإعادة الاعتبار لمكانة الأسرى كأسرى حركة تحرّر وطنيّ، ولمكانة الأسرى على كل المستويات القانونيّة والسّياسيّة والجماهيريّة. إلى جانب مقاطعة الأسرى الإداريّين لمحاكم الاحتلال كخطوة استراتيجيّة وقانونيّة تستهدف لنزع الشّرعيّة عن جهاز القضاء الإسرائيلي ومحاكمه العسكريّة الظّالمة، كأداة قمع بيد السّياسة الإسرائيلية. ووحدة الأسرى داخل السّجون في مواجهتهم للقمع والبطش الإسرائيلي والانقضاض على حقوقهم الإنسانيّة والمعيشيّة، فكانت المرّة الأولى الّتي تتوحّد فيها الحركة الأسيرة منذ العام 2004 في برنامج نضالي موحّد لمواجهة ما يتعرّضون له من إذلال وانتهاك لحقوقهم الإنسانيّة. مضيفاً أنّ هذا اليوم يأتي أيضاً في ظلّ انتفاضة وهبّة القدس في مواجهة ومقاومة جنود الاحتلال وعربدة المستوطنين الحاقدين واعتداءاتهم على الأماكن الدّينيّة في القدس عاصمة دولة فلسطين. علاوة على الإجماع العالمي والحقوقي بأنّ إسرائيلي كسلطة محتلّة تمارس جريمة الفصل العنصري "الأبارتهايد" في المناطق الفلسطينيّة المحتلّة، وأنّه حان الوقت لملاحقتها ومحاسبتها قضائيّاً ودوليّاً. وأشار قراقع إلى مدينة جنين ومخيّمها وما تسطّره من صمود ومقاومة وتحدٍ للاحتلال، وما أحدثته بطولات الشّهداء من الإرباك، وانكسار ما يسمّى الأمن الإسرائيلي وحالة التّضامن الشّعبي الواسع مع جنين الّتي أسقطت نظريّات الحصار والجدار وقامت بالرّدّ على عمليات الاغتيال والتّصفيات والقمع الإسرائيلي.