تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

قوة التّاريخ والوطنيّة الفلسطينية في بناء السّردية الفلسطينية

عيسى قراقع رام الله- المكتبة الوطنيّة: قال رئيس المكتبة الوطنيّة الفلسطينية عيسى قراقع، اليوم الأربعاء، أنّ قوة التّاريخ والوطنية الفلسطينية تكمن في بناء السّردية الفلسطينية. جاء ذلك ضمن مشاركة قراقع في الملتقى الثاني للسّردية الفلسطينية، والذي نظّمته وزارة الثقافة في جامعة الاستقلال بمدينة أريحا. وأوضح قراقع أنّه من الضّروري بناء السّردية الفلسطينية من منظور فلسطينيّ خاصّ، متحرّرة من الدّراسات التّوراتية والاستشراقية، مشيراً إلى أنّ التّاريخ المكتوب في أغلبه هو تاريخ المنتصرين والمستعمرين، ولا يمثّل سجلًّا نزيهاً للأحداث، لافتاً: "ومن هنا عند بناء السّردية الفلسطينية يجب أن يكون بناء مستقلاً وليس من خلال علاقة مع وجود آخر، وليكن تعريف الذّات والهويّة الفلسطينية منطلقاّ منها". وأضاف قراقع، أنّه ومن أجل تحصين مفهوم الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة يجب استرداد الماضي وتحريره من هيمنة الرّواية الصّهيونية كما حصل في الهند وافريقيا وأستراليا، وأنّ مفهوم التّاريخ يجب أن لا يقتصر على الفترة الحديثة فقط. مشيراً إلى أنّ بناء سردية فلسطينية يجب أن يستند إلى أبحاث علمية وعمل فنّيّ واجتماعي، يستند إلى أهمّية تنمية علم الآثار ودراسات التّاريخ والبحث والنقد التّاريخي. كما وأكّد قراقع على أنّ المطلوب في التّعبيرات عن الوطنيّة الفلسطينيّة في بناء السّردية؛ أن تكون سردية مقاومة وتحرّرية مشبعة بقوّة التّاريخ، لا تكرّس فلسطين كمتحف لأقلّيّات سكّانية، وتظهر كصورة خلفية أو ظلال في الرّواية الإسرائيلية التي تطغى على المشهد العام، كما قال إدوارد سعيد وفيصل درّاج: أن المقاومة شكل من أشكال الذاكرة وفي مقابل النّسيان، وأن احتفاظ المضّطهد بذاكرته شرط ضروري لتحطيم قيودها.