تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

قراقع يطالب الدّول العربيّة بمساندة فلسطين في استرداد الممتلكات الثّقافيّة

القاهرة- المكتبة الوطنيّة: طالب رئيس المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة عيسى قراقع الدّول العربيّة بتوفير آليّة للتّعاون لمساندة فلسطين عبر المستوى المهني والإعلامي والقانوني؛ من أجل استرجاع ممتلكاتنا الثّقافية المسروقة من قبل منظومة الاحتلال الإسرائيليّ، وتوفير حاضنة عربيّة داعمة للتّوجه لتبادل المعلومات الوثائقيّة، وتوفير الخبرات والتّأهيل والدّعم المعرفيّ والنّدوات المتعلّقة بالإرث الثّقافيّ الفلسطينيّ. جاء ذلك خلال كلمة ألقاها قراقع ممثّلاً عن فلسطين في الفعاليّة التي نظّمتها جامعة الدول العربية أمس الأحد، للاحتفال بيوم الوثيقة العربيّة لعام 2022، بعنوان: الأرشيفات العربية "جسر للتواصل بين الشعوب"، وتحت رعاية معالي السّيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، بالتّنسيق مع الفرع الإقليميّ العربيّ للمجلس الدّولي للأرشيف (عربيكا). وشارك في الاحتفال المدير العام للمنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم (الألكسو)، ورئيس الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدّولي للأرشيف، وعدد من الشخصيات العربيّة الرّسمية والعامّة، والمندوبين الدّائمين للدّول العربيّة الأعضاء بالجامعة العربيّة، ورؤساء دور الأرشيف ومراكز التّوثيق العربيّة الوطنيّة، ونخبة من الوثائقيّين العرب. وأضاف قراقع أنّ فلسطين أصبحت عضواً في العديد من الاتّفاقيّات والمعاهدات الدولية التي كفلت حماية الموروث الثّقافي وتجريم أي جهة تستولي على القيم الفكريّة والثّقافيّة وتوفير حماية للمراكز أثناء النّزاعات المسلّحة، مؤكّداً أنّ إسرائيل تخاف من المادّة الفلسطينيّة أو أيّ مادة تدعم الرّواية الفلسطينية، فالاحتلال يعمل على إنتاج معرفة بديلة من خلال العديد من مراكز الأبحاث التي تسعى إلى خلق رواية إسرائيليّة مستندة إلى السّيطرة على الموروث الوطني والثّقافي للشّعب الفلسطيني، كما وأنّه يعمل على إبادة التّاريخ الفلسطيني القديم من الوعي والعقل. وأوضح قراقع أنّه ولأول مرة تتحدّث فلسطين بهذه المناسبة باسم المكتبة الوطنية الفلسطينية والتي جاءت بمرسومين رئاسيّين صدرا عن رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس عامي 2017 و 2019، بالإضافة إلى قرار مجلس الوزراء بضمّ الأرشيف الوطني إلى المكتبة الوطنية، والإصرار الفلسطيني على إنجاز هذا المشروع الوطني الاستراتيجي الهامّ بهدف توثيق وحماية التّراث الفلسطيني داخل وخارج الوطن بوثائقه ومخطوطاته المتعلّقة بفلسطين وبالحضارة العربيّة والإسلاميّة، مؤكّداً على ضرورة الحفاظ على الموروث التّاريخي والثّقافي والوثائقي العربي بكافّة أشكاله بهدف تعزيز التّعاون والعمل العربي المشترك، حيث إننا نملك الكثير من الإبداع والتميّز بكافّة مجالات العلوم والإرث العربي العميق. وقال إننا ندرك حجم المخاطر التي نواجهها كشعب يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولكنّنا ننظر إلى هذا المشروع الذي يحتاج إلى دعم ومساندة وتكاتف كمشروع مقاومة لمواجهة سياسة الإبادة والتّطهير الإسرائيليّة بحقّ تراثنا، وعلية لا بدّ من بناء استراتيجيّة عربيّة متحرّرة من الدّراسات التّوراتية، وحفاظ المضطهد بذاكرته شرط ضروري في تحطيم قيوده، مشدداً على ضرورة الحفاظ عليها في مواجهة المحاولات الإسرائيلية لسرقة وتزوير الوثائق العربية في فلسطين والقدس المحتلة، وكذلك حرب المصطلحات التي تشنها إسرائيل ضدّ المصطلحات العربية. مبيّناً أن هذا ما يتطلّب من عمقنا العربي دعم جهود الثّبات العربيّ أمام الطّغيان الصّهيوني الجامح والعاجز في الوقت نفسه من إثبات صحّة رواياته رغم وسائل تأثيره، إلّا أنّه فشل في نزع الصّفة الإنسانية عن كفاح شعبنا وعزله عن محيطه الحضاري، مشيراً إلى أنّ ذلك تحديّاً يتطلّب مواجهة قوميّة شاملة لخطر الاحتلال وأثره من خلال دعم مساعي المكتبة الوطنية الفلسطينية لحماية الموروث نفسه ضمن أفضل طرق ووسائل الحماية، لافتاً إلى أنّ هذا المشروع معرّض لخطر الاستهداف شأنه في ذلك شأن كل ما يتعرّض للاستلاب والمصادرة والتدمير في فلسطين.