ضمن احتفالية بيوم الوثيقة العربية لعام 2024 في القاهرة
قراقع يطالب بعقد مؤتمر دولي عاجل لحماية التراث الثقافي في قطاع غزة
القاهرة- المكتبة الوطنيّة 17-10-2024: طالب رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع، بتشكيل لجنة عربية تحت رعاية جامعة الدول العربية، وبالتعاون مع المؤسسات الفلسطينية والدولية لعقد مؤتمر دولي عاجل لحماية التراث والممتلكات الثقافية التي تتعرض للإبادة في الحرب الدموية المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها قراقع، اليوم الخميس، ضمن الاحتفالية السنوية ليوم الوثيقة العربية والتي تنظمها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف، في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، وبحضور الأمين العام المساعد الدكتور حسين الهنداوي، ورئيس الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف الدكتور فيصل بن عبد العزيز التميمي، والدكتور محمد ولد إعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وممثلة عن وزير الثقافة في جمهورية مصر العربية الدكتورة رشدية ربيع، ومساعد رئيس الوزراء لجمهورية مصر العربية الدكتور أسامة الجوهري، ومسؤولي الأرشيف والوثائق في الدول العربية.
وأشار قراقع في كلمته إلى تدمير الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 207 مواقع ثقافية وتاريخية في قطاع غزة، بالقصف الصاروخي والمدفعي الهمجي، علاوة على إبادة المئات من المعالم الأثرية والثقافية، والمساجد والكنائس والمقامات التاريخية، والمكتبات والمدارس والجامعات والمتاحف والقلاع والأسواق الشعبية، والمراكز التعليمية والثقافية والمنشآت السياحية، والمقابر، مما أدى إلى تدمير الأرشيفات والآثار والمخطوطات والسجلات التي توثق التاريخ الفلسطيني الكنعاني في مدينة غزة، التي بنيت منذ أكثر من 3000 عام قبل الميلاد.
واعتبر قراقع أن ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر هو مخطط منهجي يستهدف الهوية والذاكرة والتاريخ والرواية الفلسطينية لصالح الرواية الصهيونية التوراتية الاستعمارية، وهو استمرار لحرب الإبادة على الممتلكات الثقافية الفلسطينية منذ النكبة حتى الآن، مشيراً إلى أن هذه الإبادة هيَّ جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تنتهك القانون الدولي، واتفاقية لاهاي لعام 1954 وملحقاتها، وانتهاك اتفاقية جينيف لعام 1949، وميثاق روما لمحكمة الجنائية الدولية، وتوصيات محكمة العدل الدولية، وقرارات اليونسكو التي تدعو إلى حماية الممتلكات الثقافية خلال النزاع المسلح.
وأكّد على أهمية التحرك السريع لانقاذ التراث العربي الفلسطيني في غزة والتوجه للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، بسبب ارتكابهم هذه الجرائم البشعة التي تعتبر اعتداءً وحشيًا على الثقافة الإنسانية جمعاء.
وخلال الاحتفال جرى تكريم الأستاذة مي هماش المتخصصة في مجال العمل الأرشيفي والتي رشّحتها المكتبة الوطنية الفلسطينية عن الفئة الثالثة ضمن نخبة الشخصيات التي حققت إسهامات ملموسة في مجال الحفاظ على التراث الوثائقي العربي، إضافة إلى تكريم مدير المركز الوطني للوثائق والمخطوطات في السعودية، ومدير أرشيف المغرب، ومدير إدارة تكنولوجيا المعلومات في مصر، وقام بالتكريم الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وإدارة المعلومات العامة والتوثيق.