Skip to main content

المكتبة الوطنية تخرج الفوج الثاني من متدربيها

1

 رام الله – خرج "عيسى قراقع" رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية هذا اليوم، الفوج الثاني من طلاب الدورات المتخصصة في مجال علم المكتبات والمعلومات، وتم ذلك بحضور ومشاركة رئيس ديوان الموظفين العام ورئيس المدرسة الوطنية الفلسطينية "موسى أبو زيد"، حيث عقدت الدورة ونظمت بالتعاون بين الجانبين، للمرة الثانية على التوالي.

 

 إلى ذلك، رحب "موسى أبو زيد" بهذا الشكل من أشكال التعاون والعمل المشترك بين المكتبة الوطنية والمدرسة الوطنية، كونه يلبي أحد متطلبات تطوير العمل العام والنهوض به، وتمكين كادر المكتبة من ممارسة مهامه والقيام بوظائفه على النحو الأمثل، مؤكداً على استعداد المدرسة، لتوفير كل ما تحتاجه المكتبة في مجال التدريب والتأهيل.

 

 وأضاف قائلاً، "أنا واثق من أن المكتبة الوطنية ستتحول إلى قصة نجاح وطنية فريدة، لسلامة تدابيرها في اختيار الموظفين وتدريبهم قبل مباشرتهم للعمل، وذلك نظراً لحداثة عهدها، وعدم توفر خبرات فلسطينية سابقة في مجال اختصاصها، بما يتضمنه من فهرسة ورقمنة وصيانة للوثائق وعرضها، وإيداع الكتب والدوريات".

 

 لهذا فإن فلسطين بحاجة ماسة لهذا المشروع الحيوي والهام، رغم حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا في غزة، وما يجره وجود الاحتلال علينا من تحديات وصعاب كثيرة.

 

 وبهذه المناسبة لا بد لي من توجيه كلمة شكر لمعالي الوزير "عيسى قراقع" رئيس المكتبة الوطنية، على متابعته الحثيثة لبرامج تأهيل كوادر المكتبة، والحرص على تزويدهم بأفضل مهارات وطرق العمل، كما أوجه شكري للمدرب "عنان حمد" على ما بذله من جهد خلال الدورة.

 

عيسى قراقع 

بادىء ذي بدء، لا بد لي من توجيه كلمة شكر وعرفان للمدرسة الوطنية الفلسطينية، ممثلة برئيسها الوزير "موسى أبو زيد" على تفضلها باستضافة الدورتين اللتين نظمتهما المكتبة الوطنية الفلسطينية في هذا الصرح الوطني المثير للفخر.

 

 والشكر موصول للمدرب الدكتور "عنان حمد" الذي قدم خلاصة خبراته لفريق المتدربين من المكتبة الوطنية الفلسطينية، على مدار ثلاثة أسابيع، تلقى خلالها المشاركون 45 ساعة تدريبية ، أي ما يعادل عام أكاديمي كامل.

 

 وأضاف قراقع قائلاً  "لعله غني عن التعريف والتذكير بالدور المنوط بهذا الفريق، والفريق الذي سبقه في التدريب، وكذا باقي العاملين والعاملات في المكتبة الوطنية الفلسطينية، بأنهم يقومون بأهم الأدوار الوطنية المكرسة لحفظ وصيانة الموروث الثقافي والحضاري لشعبنا".

 

 وهذه حاجة عظمى، دللت على أهميتها الفاصلة، ممارسات حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، حيث استهدف ذلك الموروث كما استهدف الإنسان الذي يملكه، لأن كلاهما يكمل الآخر في تجسيد الرواية الفلسطينية وخطاب الحق الذي تتضمنه.

 

 لهذا علينا أن نعمل المستحيل لتشغيل هذا المشروع الوطني الهام، ليكمل مع غيره من المؤسسات السيادية مسيرة بناء الدولة، دولة المؤسسات الرشيدة القادرة على خدمة فلسطين والحفاظ على هويتها الوطنية والقومية.

 

 حيث تعمل المكتبة، على سد الفراغات القائمة في المشهد الثقافي والإبداعي، من خلالها طرحها لنظام إيداع عصري، لما له من أهمية قصوى في تنظيم المشهد الثقافي والإبداعي في فلسطين، وبدونه لا يمكننا الحديث عن وجود مكتبة وطنية فعالة ذات رسالة واضحة، والعمل على سن غيره من التشريعات اللازمة لإشاعة بيئة عمل ثقافي وإبداعي حر، خالي من الاضطراب والتشويش، كقانون الملكية وحماية حق المؤلف. 

 

 وبهذه المناسبة، لا بد لي من الثناء على ما بذله المدرب "عنان حمد" الذي قدم للمتدربين آخر ما توصلت إليه علوم الأرشفة والإيداع، الأمر الذي جعل من مخرجات الدورة مخرجات عظيمة، يمكن الاستدلال عليها من المعارف التي اكتسبها المتدربون والمتدربات، وتعاظم شغفهم لمباشرة العمل، ومنح مكتبتهم ما اكتسبوه من علم ومعرفة في هذه الدورة.

 

 وأضاف "إن المهام كثيرة والتحديات كبيرة، لكن كل ذلك لا يعني أن لا نبدأ، فعلينا أن نشرع بالعمل فوراً لبناء المدماك الأول من مداميك المكتبة الوطنية الفلسطينية، التي طال أمد انتظارها".

 

 عنان حمد دقت ساعة العمل

 بهذه المناسبة، اسمحو لي أن أعبر عن عظيم شكري وامتناني للمدرسة الوطنية، برئاسة الوزير "موسى أبو زيد" على تشييد هذا الصرح الوطني التدريبي الهام، وأنا في الحقيقة لم أدخل هذا المبنى من قبل، وقد أذهلني ما وجدته فيه من تجهيزات وبنية تحتية كاملة، تخدم قطاع التدريب والتأهيل في فلسطين.

 

كما أود أن أثني على فريق المتدربين والمتدربات، لما أظهروه من مسؤولية كبيرة في الدورة، لجهة انضباطهم في الدوام أولاً، واتمام ساعات التدريب ثانياً، وهذا يدل على رغبتهم العالية في التعلم، ومن ثم إفادة المؤسسة التي ستشغلهم، واجتماع هذين العنصرين هو ما يمكن أن نسميه باكتمال حلقات الشغف، المؤسس لإخلاص وتفاني الموظف في عمله؛ لهذا فأنا أغبط المكتبة الوطنية على اختيارها لهذا الفريق، وأهنأ أفراده على أنهم سيصبحون من موظفي المكتبة الوطنية الفلسطينية.

 

 وهذه حالة في الحقيقة عظمت من استعدادي لإظهار أفضل ما لدي من مهارات التدريب، ومنحهم أفضل ما تعلمته في حياتي في عالم المكتبات وإدارتها، نظير جديتهم وسعيهم الصادق للتعلم والاستفادة من مدربهم واستثمار وقتهم على نحو رشيد.

 وأضاف، "إن المكتبة الوطنية الفلسطينية، بحاجة لهذا النوع من الموظفين، نظراً للمهام الجسام الملقاة على عاتقها، لأننا بتنا الآن وجهاً لوجه مع ساعة العمل التي دقت مواقيتها، لنطبق كل ما تعلمناه على أرض الواقع وبلا تراخي أو كسل.

 

مجالات التدريب 

 

كما تلقى المشاركون في الدورة، تدريباً في حقل الإيداع القانوني، كونه أحد وظائف المكتبة الوطنية الرئيسة، وأحد أهم مصادر التزويد، وتم تعريفهم بأهمية قسم التزويد في المكتبة وطرق عمله وتشغيله، وسبل التزويد الفضلى لتغذية المكتبة بالإصدارات الحديثة بشكل مستمر، وتلبية احتياجات الباحثين والدارسين على اختلاف وتنوع مجالات دراساتهم وأبحاثهم.

 

كما ركز المدرب "حمد" على تنمية مهارات المتدربين، وتوسيع نطاق إلمامهم بحوسبة العمل بأفضل نظم الحوسبة وأكثرها تقدماً.

 

كما تلقى المشاركون في الدورة، تدريباً لانتهاج أفضل الممارسات الفنية سلامة ودقة، ضمن عملية الإيداع والتزويد، وبناء آليات عمل حديثة في هذا المجال، بما في ذلك آليات الجرد العصرية في المكتبة، وبناء آليات مماثلة لعملية الإعارة  والمنهج الناظم لها.

 

كما تلقى المشاركون في الدورة، تدريباً مكثفاً استهدف توسيع معرفتهم بمنهجية الفهرسة الوصفية والموضوعية، وفق نظام الكونغرس الأمريكي في التعامل مع مصادر المعلومات المختلفة، وكيفية استخدام رؤوس الموضوعات لتحديد الموضوع الأساسي في عملية الفهرسة والتصنيف بشكل صحيح.

 

كما تلقى المشاركون في الدورة، تدريباً مكثفاً في كيفية إدارة المكتبات بشكل كامل إلكترونياً ويدوياً، وتمكين الموظف من فهم الكتاب والتعامل معه وتوثيقه، وكيفية التعامل مع تلك البيانات على نظام المكتبة الوطنية الفلسطينية، وكيفية الاستفادة من الخدمات الظاهرة على موقع المكتبة الإلكتروني، لتتمكن من تقديم خدمة حرفية تنافسية عالية الجودة لجمهورها، وفتح المزيد من عوالم المعرفة أمام الباحثين والدارسين على مستوى العالم واستقطابهم، من خلال نظام إتاحة ووصول سهل ومرن للمعلومات.

 

كما تناولت الدورة أهمية قانون الملكية الفكرية، وكيف يجب على العامل في مجال المكتبات أن يتعامل مع هذا الحق، بطريقة تحفظ حق المالك للمادة، وكذلك إمكانية الإتاحة.

 

وفي نهاية الدورة، كرم رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينة، رئيس المدرسة الوطنية، نظير خدماته الجليلة التي يقدمها للمجتمع الفلسطيني، كما كرم المدرب "عنان حمد" نظير ما يبذله من جهود في تدريب وتأهيل الموظفين وطالبي خبراته ومهارته الفردية في علم المكتبات وإدارتها، وتبصيرهم بما يجب إدراكه ومعرفته في مجال الاختصاص، ومساعدتهم على التفكير بمنهجية عمل علمية وعصرية.