تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

قراقع: يطلق نداء عالمياً لإنقاذ حياة الأسرى

1

قراقع:  يطلق نداء عالمياً لإنقاذ حياة الأسرى

على العالم وقف المذبحة التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات حالياً داخل المعتقلات

 

عمان - دعا رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع إلى وقف المذبحة التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات داخل المعتقلات الإسرائيلية، والعمل الفوري على إنقاذ حياتهم، وعدم السماح لدولة الاحتلال الإسرائيلي بنزع الشرعية عن كفاحهم المشروع لوجودها الاستعماري وغير القانوني في فلسطين.

جاء ذلك خلال ندوة نظّمها "منتدى المدارس العصرية" في العاصمة الأردنية عمان، وخصصت للحديث عن ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيين والأسيرات حالياً في المعتقلات الإسرائيلية,

وقال رئيس المنتدى ورئيس مجلس إدارة مؤسسة فلسطين الدولية أسعد عبد الرحمن:  "يأتي تنظيم هذه الندوة ضمن مساهمات المنتدى في إحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، الذين يتصدرون مشهد الوجع الفلسطيني في هذه اللحظة الفارقة من مسيرة الكفاح الوطني، لما يتعرض له الأسرى والأسيرات من تنكيل وتعسف من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تستغل الظروف السائدة حالياً في فلسطين والعالم، لتنفذ أبشع مجزرة عرفها التاريخ الحديث بحق الأسرى والأسيرات العزل والمجردين من أي سلاح، والمحميين بموجب اتفاقيات جنيف وبروتوكلاتها الملحقة".

بدوره، أكّد قراقع على أن ما يتعرض له الأسرى حالياً داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلية، هو الأسوأ منذ أن بدأ عهد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين في عام 1948م، وهي حالة لم يقابلها في القسوة والبشاعة أي مشهد مماثل، نظراً لفظاعة الممارسات الإجرامية المقترفة بحقهم، سيما أسرى وأسيرات قطاع غزة.

مضيفاً: "مع بدء عمليات الاعتقال التي رافقت حرب الإبادة الإسرائيلية لغزة، نفذ الاحتلال ما يمكن وصفه بالمذبحة الخاصة داخل المذبحة العامة، مذبحة خصصها لقتل الأسرى والتنكيل بالأسيرات، تنفيذاً للرغبة القديمة في تصفيتهم، وإحلال الإعدام محل الحجز والاعتقال؛ فأطلقت العنان لجيشها ليعمل ما يحلو له بالمواطنيين الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم، وجعلت لتلك الانتهاكات عنواناً علنياً وهو "الانتقام" من الفلسطينيين، بسبب ما لحق بها من خزي خلال عملية طوفان الأقصى".

مبيّناً: "لهذا نكلت بالأسرى والأسيرات بأبشع صور التنكيل، حيث قام الجنود باعدام عشرات الأسرى بعد اعتقالهم أحياء، وقام المحققون بضرب الأسرى وشبحهم وتقيدهم بالسلاسل طيلة ساعات اليوم؛ وشيدت في هذا السياق معتقلاً خاصاً بالقرب من مستعمرة "سيدي بوكير" في صحراء النقب، وهو ذي طبيعة سرية ويحظر على المحامين أو منظمات حقوق الإنسان الوصول إليه، وقد صمم المعتقل المذكور بمعايير أمريكية، من حيث الطبيعة المعمارية له، ومن حيث طريقة إدارة ومعاملة الأسرى القابعين فيه، حيث طورت (إسرائيل) بإرشادات أمريكية، طرق تعامل الجيش الأمريكي مع أسرى معتقل أبو غريب وغوانتانامو والسجون الأمريكية الطائرة، القائمة على المغالاة في إهانة الأسرى وإذلالهم، وإخفاءهم داخل المعتقلات السرية؛ واغتصاب الأسيرات".

وهو ما يقرفه الجنود الإسرائيليون حالياً في مراكز الاحتجاز والتوقيف والمعتقلات، حيث أكدت العديد من الشهادات الإسرائيلية، ومنها شهادة طبيب إسرائيلي عمل في المعتقل السري الجديد، حيث أفاد "أنه تم بتر أطراف العديد من الأسرى بسبب المضاعفات التي تسببها القيود البلاستيكة التي تكبل أيدي وأرجل الأسرى، كما تسبب حرمان الأسرى من تلق العلاج المناسب، وحجب الغذاء والدواء عنهم، وسلبهم حق الاستحمام، وحرمانهم من اقتناء وسائل النظافة الشخصية، إلى إصابة كافة الأسرى بالأمراض.

وفي المعتقل نفسه - ووفقاً لتقرير - نشرته جريدة هآرتس الإسرائيلية بتاريخ 4 نيسان 2024م، فإن الجنود قتلوا 27 أسيراً داخل المعتقل، مضافين إلى 87 أسيراً آخرين تم قتلهم وهم مكبلين، ونقلت جثامينهم إلى غزة، وعثر على العديد منهم في مقابر جماعية، وهم مكبلين بالقيود البلاستيكية ومعصوبي العيون؛ ووفقاً لشهادة الطبيب نفسه، فإن سلطات الاحتلال تقترف مخالفات قانونية في ذلك المعتقل، وتعرض صحة الأسرى الفلسطينيين من غزة للخطر.

وأضاف إنه شارك في بتر ساقي أسيران بسبب ضغط القيود البلاستيكية على أطرافهما، وأن الأسرى في المعتقل نفسه يتغذّون على الأعشاب، ويتغوطون في حفاظات، وتظل أيديهم مقيدة باستمرار، وهذه - وفقاً للطبيب الشاهد - ممارسات تتعارض مع المعايير الطبية والقانون الدولي.

كما تم اغتصاب أكثر من 500 امرأة منهم 120 أصبحن في عداد الحوامل، وجزء منهن قتلن بسبب مقاومتهن للاغتصاب الجماعي المصحوب بالتعذيب؛ وهو انتهاك طال في أذاه العديد من الرجال والأطفال، الذين حاول بعضهم الانتحار من هول ما يلاقونه من تعذيب.

الهدف من المغالاة في التعذيب

تظن دولة الاحتلال الإسرائيلي، بأن هذه الممارسات تساعد في توطين الهزيمة والانكسار في أعماق الفلسطينيين والفلسطينيات، وتترك أثراً بعيد المدى في نفوسهم وقابل للتوريث؛ لقدرته على تذكيرهم بهزيمتهم وانكسارهم، وصولاً إلى تحطيم المجتمع الفلسطيني وإذلال مناضليه، ووضع حد لمناهضة الاحتلال والكف عن مقاومته.

 

كما بين قراقع أن دولة الاحتلال الإسرائيلي كانت تحتجز في معتقلاتها قبل 7 اكتوبر حوالي 4500 أسير وأسيرة، بينما ارتفع هذا العدد خلال الحرب، فباتت تحتجز الآن أكثر من 9500 أسير وأسيرة، منهم 3660 معتقلاً إدارياً و56 صحفياً و80 امرأة على الأقل، وأكثر من 200 طفل، و17 من نواب المجلس التشريعي.

وجميعهم يخضوعون لأقسى وأبشع الانتهاكات التي لا يتحملها بشر، ولا يتصورها عقل، ومنها حرمان الأسرى من الطعام والشراب وحرمانهم من العلاج والنوم، حيث تبقي أضواء كهربائية قوية مسلطة عليهم لتمنعم من النوم، مضاف إلى ذلك الضرب بالعصي والرش بالغاز الخانق؛ الأمر الذي تسبب في استشهاد  16 أسيرا لغاية الآن، كما تبقي الأسرى مكبلين بالقيود على مدار الساعة، بما ذلك خلال الوقت المخصص لتناول الطعام، حيث يقوم السجانون والجنود بإطعام الأسرى، بوساطة مصاصة لشفط الطعام، بدلاً من إرخاء القيود أو فكها عن أيديهم، ليتمكنوا من تناول طعامهم على قلته، كما لا يسمح لهم بالوصول الى المراحيض لقضاء حاجتهم، فيتغوطون في ملابسهم، أو في حفظات تم تزويدهم بها قبل تقيدهم.

كما يتم إجبار الأسرى على الركوع أمام السجان خلال فترة العدد، كما اغلقت سلطات المعتقلات كانتين المعتقل ومنعت الأسرى من شراء أياً من احتياجاتهم، ويتم إجبارهم على الاستماع للنشيد الوطني الإسرائيلي، وتقليد أصوات الكلاب وغير ذلك من ممارسات لا يتقبلها العقل البشرى السوي.

كما يبقي السجانون، شبابيك الزنازين مفتوحة خلال الشتاء وساعات البرد القارص، ويتم حرمانهم من فرشات النوم، ودفعهم للنوم على أسرة من حديد، كما لا يتردد السجانون من الاعتداء الفوري بالضرب المبرح على أي أسير، كما حصل مع الأسير "ثائر أبو عصب - 38 عاماً، بتاريخ 18 تشرين الثاني 223م، الذي تعرض للضرب بالعصي حتى الموت، لأنه سأل الحارس الإسرائيلي "إلى متى سيظل الأسرى في قسمه في حالة الاستعداد للعدد الأمني، بصفته ممثلاً للأسرى؛ فرد عليه الحارس، "سآتيك بالجواب بعد قليل"، فعاد الحارس ومعه 19 جندياً مقنعاً، مدججين بالهراوات الحديدية والكلاب البوليسية، واقتحموا غرفة ثائر وكان فيها 7 أسرى آخرين، وبعد أن أنهوا عملية العد المذلّة لهم، وتحققوا من اسم ثائر الكامل، أمروا الأسرى بالاستدارة للخلف، ورفع أيديهم فوق رؤسهم وجلوس جلسة القرفصاء، ثم انهالوا على ثائر بالضرب المبرح بالهراوات الحديدية، على مدار 20 دقيقة متواصلة، إلى أن فارق الحياة".

كما تقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي بإنكار وجود بعض الأسرى لديها، وأنا اتهمها في هذا المقام، بتعمد إخفاء أثر الأسرى بعد اعتقالهم وهم على قيد الحياة، تمهيداً لتصفيتهم، مستغلة حالة القتل العشوائي في غزة، المنفذ بدعم دنيىء من المجتمع الدولي، الذي لم يحرك ساكناً لغاية الآن إزاء ما تقترفه (إسرائيل) من جرائم في قطاع غزة.

ولهذه الدولة ماضي معروف في سياسات الإخفاء والقسري، والقتل تحت جنح الظلام، وإنكار وجود الأسرى لديها، وهي تتقن فن إخفائهم في معتقلاتها السرية، حيث أخفت من قبل وعلى مدار سنوات عديدة، عشرات الأسرى الفلسطينيين والعرب، مثل (مصطفى ديراني وعبد الكريم عبيد ويحيى اسكاف) وغيرهم.

قوننة القمع والقتل، وجعله سياسة دولة رسمية

إلى ذلك بين قراقع أن الحكومة الإسرائيلية لا تخجل من ممارساتها، بل تتباهي بها، إلى أن جعل منها رؤوساء الأحزاب والبرلمانيين الإسرائيليين، مضماراً للمنافسة فيما بينهم، ومجالاً مفتوحاً لمن يحقق فيه الأذى الأكبر بحق الأسرى الفلسطينيين، وتشريع القمع وإلباسه اللبوس القانونية، وفي هذا الإطار سبق للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أن سنت مجموعة من القوانين التي تمنح القمع والتنكيل ما يلزمه من تغطية، حيث شهد عام 2018م حملة محمومة من قبل أعضاء الكنيست الإسرائيلي لسن المزيد من القوانين والتشريعات الضاغطة على الأسرى والأسيرات، ومنها:

مشروع قانون خصم الأموال التي تدفعها السلطة الوطنية الفلسطينية لعائلات الأسرى والشهداء، حيث تم إقرار قانون احتجاز جزء من المستحقات المالية للسلطة الفلسطينية خلال عام 2018م بما يوازي قيمة المخصصات التي تدفع كإعانات للأسرى والشهداء، والتي تم تقديرها بواقع مليار ومئة مليون شاقل سنوياً، وقد حمل القانون عنوان، خصم أموال للسلطة الفلسطينية بسبب دعم (الإرهاب).

 

وقانون إلغاء الإفراج المبكر، حيث تم طرح مشروع هذا القانون بتاريخ 3 أيار 2018م، وأقر بالقراءة الأولى بتاريخ 5 تشرين ثاني 2018م، فيما أصبح نافذاً بالقراءتين الثانية والثالثة بتاريخ 25 كانون أول 2018م وينصّ على منع تقليص فترات الاعتقال للأسرى الفلسطينيين "ممن أدينوا بتهم متعلقة بالقتل"، وبعدم استثناء أحد ممن قام بعمل "نضالي ومقاوم للاحتلال"، حتى إان كان حسن السلوك خلال فترة اعتقاله أو بسبب المرض الشديد.

 

كما تم سن قانون التفتيش الجسدي والعاري للمعتقلين ودون وجود شبهات، بعد أن صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع يوم 19 تشرين أول 2015م، على مشروع قانون يمنح أفراد الشرطة صلاحية إجراء تفتيش جسدي حتى لى عابري سبيل غير مشتبهين، تحت حجة مكافحة العنف، وبالتالي يصبح كل فلسطيني عرضة للتفتيش الجسدي دون اشتباه ملموس. 

واستكمل بمشروع قانون التفتيش العاري الذي تم طرحه ومناقشته ضمن لجنة الدستور التابعة للكنيست يوم 28 تشرين ثاني 2018م بذريعة منع المعتقلين من تهريب إدخال أغراض للزنازين في مراكز الشرطة وبموجب القانون يسمح للشرطة باستخدام القوة لتنفيذ التفتيش العاري، بحيث يهدف هذا القانون للاساءة المتعمدة وإهانة الأسرى.

 

وتم طرح مشروع قانون منع الزيارات العائلية ، حيث قدم عضو الكنيست اورن حازان مشروع قانون لمنع الزيارات العائلية للأسرى وخاصة الذين ينتمون لتنظيمات تحتجز جنود أو إسرائيليين واستثني من القانون زيارات المحامين ومندوبي الصليب الأحمر الدولي هذا القانون كان قد تم تقديمه في 18 حزيران 2017م وأعيد تقديمه ثانية يوم 21 تشرين أول 2018م وصادقت عليه اللجنة الوزارية للتشريع وأجيز بالقراءة الأولى يوم 25 تشرين أول 2018م، وحمل اسم قانون تعديل أنظمة سلطة المعتقلات.

 

كما تم طرح مشروع قانون احتجاز جثامين الشهداء، الذي يتطلع لفرض قيود وعقوبات وزيادة معاناة ذوي الشهداء المحتجزة جثامينهم وفرض شروط قاسية وكبيرة على مراسيم التشييع والدفن وتخويل الأجهزة الأمنية وقائد المنطقة العسكري باتخاذ إجراءات بما فيها تحديد أماكن الدفن وكان عضو الكنيست ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان قد تقدم بمشروع القانون حيث تم إقراره بالقراءة التمهيدية يوم 24 كانون ثاني 2018م وبالقراءة الثانية يوم 27 شباط 2018م وتمت المصادقة عليه من الكنيست بالشكل النهائي يوم 7 آذار 2018م، وهذه القوانين تنضم الى قوانين متطرفة سابقة تجاه الأسرى تم فرضها ما بين العامين 2015م - 2018 م، منها:-

 

مشروع مشروع قانون طرد عائلات منفذي العمليات، حيث تم تقديم هذا القانون كواحد من قوانين العقوبات الجماعية بحق عائلات منفذي العمليات على خلفية مقاومة الاحتلال حسبما عرفهم القانون، بحيث يتم طرد أفراد عائلاتهم خلال مدة أقصاها 7 أيام، وتم إقراره بالقراءة الأولى بغالبية 69 عضو كنيست بتاريخ 19 كانون أول 2018م.

 

وهناك عشرات المسودات لمشاريع قوانين في طريها إلى الاعتماد من قبل المشرعيين الإسرائيليين، ومنها:-

 

مشروع قانون حكم بالإعدام، حيث تم طرح هذا القانون الأكثر تطرفاً عام 2015م، ثم أعيد طرحه في كانون أول 2017م وحظي بموافقة الائتلاف الحكومي وصادق عليه الكنيست بالقراءة التمهيدية يوم 3 كانون ثاني 2018م بتصويت 52 مقابل رفض 49 عضو كنيست، ويتضمن القانون الحصول على موافقة اثنين من القضاة العسكريين ولا يشترط الإجماع لاتخاذ القرار بإعدام أسرى فلسطينيين أدينوا بقتل إسرائيليين، علماً بأن الاحتلال قد مارس الإعدام فعلياً وميدانياً خارج نطاق القانون حيث أعدم نحو 250 مواطن فلسطيني منذ تشرين أول 2015م.

 

كما تم طرح مشروع قانون عدم تمويل العلاج للجرحى والأسرى، لمواصلة وتصعيد الانتقام من الاسرى الفلسطينيين المرضى بحجة مقاومة الاحتلال، بحيث يتم تغطية نفقات علاج الجرحى والمرضى من الأسرى، على حساب أهالي المصابين الأسرى أو أن تخصم من أموال السلطة الوطنية الفلسطينية والتي تقدر وفق ادّعاء الاحتلال بـ 40 مليون شيكل سنوياً.

 

كما قدم المتطرفون اليهود وعتاة اليمين الإسرائيلي للكنيست، مشروع قانون لحرمان الأسرى من التعليم، ومشروع قانون اعتراف المحاكم المدنية الإسرائيلية بقرارات المحاكم العسكرية في إسرائيل، ومشروع قانون محاربة الإرهاب، ومشروع قانون إدانة فلسطينيين دون شبهات، ومشروع تطبيق القانون الجنائي الإسرائيلي في الأراضي المحتلة لصالح المستوطنين، ومشروع قانون إعفاء المخابرات من توثيق التحقيق، ومشروع قانون محاكمة الأطفال دون سن 14 عاماً، ومشروع قانون تشديد عقوبة الحد الأدنى على راشقي الحجارة في القدس، ومشروع قانون رفع الأحكام بحق الأطفال راشقي الحجارة.

وفي معرض رده على تعقيبات الحضور على الجزء الأول من المحاضرة، والتي تمحورت حول، ما المفروض عمله لدعم الأسرى وإنقاذهم، قال: قراقع "علينا الانتقال من طور الوصف والتشخيص إلى طور المحاصرة والملاحقة الفعلية لدولة الاحتلال على ما تقترفه من جرائم بحق الأسرى، وإضافة هذا المحور من محاور الوجع الفلسطيني إلى شعارات ومواضيع حركة التضامن العالمي الحالية مع فلسطين.

وأضاف، "أرى أن حركة التضامن الجماهيرية الواسعة مع شعبنا التي يشهدها العالم، تتضمن فرصة حقيقة لتعريف العالم بكل ما يجب تعريفه به، وفي مقدمتها موضوع الأسرى والأسيرات، فنحن شعب لا نملك من الأسلحة سوى لحمنا ودمنا، لهذا علينا بناء قنوات منيعة لتصريف الدم المراق وتحويله لإنجازات". 

 

لأننا نخوض غمار معركتنا العادلة بلا أسلحة مادية، لهذا علينا أن نرى الفرص المتاحة من بعيد، واستثمارها وتوظيفها قبل نفاذ طاقتها الداعمة، وتحريك العالم من أقصاه إلى أقصاه بقوة الدم الفلسطيني المسفوك، والتضحيات العظام؛ على مذبح محاولات الوصول إلى مرحلة تجسيد الحلم، وبناء الوطن الحر والمستقل أسوة بباقي الشعوب الحرة والأصلية.

 

لهذا أدعو إلى توسيع نطاق تعريف العالم وخاصة التجمعات الطلابية المتعاطفة مع قضية شعبنا، بقضية الأسرى وما يحصل معهم، وعدم السماح لإسرائيل بنزع الشرعية عن كفاحهم ومناهضتهم لوجود الاحتلال في وطنهم، وعلى جهات الاختصاص بناء نص اعلامي متماسك مدعم بالصور والرسوم الايضاحية والأفلام والأفلام التمثيلية التي تجسد المعاناة كما هي، وأنا على يقين بأن لهذا التحديث في العمل سيكون رجع صدى منتج ومفيد للكفاح الوطني المشروع.